جياني إنفانتينو!! جاء يكحلها فعماها

بطولة عالم لكرة القدم بثمانية وأربعين منتخبا.. إنه الموضوع الذي بات يشغل الشارع الكروي العالمي، فكرة لم تظهر على منتدى إلكتروني أو صفحات جريدة رياضية أو خلال برنامج تحليلي، بل أتت على لسان أقوى رجل في عالم كرة القدم، رئيس الفيفا جياني إنفانتينو




المسؤول السويسري كان قد اقترح خلال حملته الانتخابية لرئاسة الفيفا قبل تسعة أشهر فكرة توسعة عدد المشاركين بالمونديال ليصبح 40 منتخبا، فكرة ضمنت له أصواتا حاسمة من إفريقيا وآسيا، القارتين الأكثر تضررا من التوزيع غير العادل لمقاعد المونديال، لكن كما هو الحال مع كل انتخابات وعود الترشيح شيء والواقع شيء أخر.السيد الرئيس وجد نفسه في ورطة بعد أن تنبه لصعوبة تحقيق حلم الأربعين فريقا لكن بدل التراجع عن الفكرة السيئة أطل علينا من كولومبيا بفكرة أكثر جنونا.. زيادة عدد المشاركين هذه المرة إلى 48 منتخبا.
حسابيا وبشكل بسيط الرقم 48 لا يصلح لأية بطولة، فبما أن المباراة تجمع بين فريقين اثنين فمن الأفضل أن يضم كل دور نصف عدد منتخبات الدور الذي يسبقه، بمعنى آخر هناك النهائي (منتخبان) وقبله دور الـ4 ودور الـ8 ودور الـ16 ودور الـ32 ودور الـ64 وهكذا دواليك.
الاقتراح الغريب إن تم اعتماده سيحظى دون شك بترحيب كبير من المشاهدين كون 16 مباراة ستضاف لبرنامج المباريات ليصبح لدينا 80 مباراة، لكن يبقى السؤال: من المستفيد من هذا التغيير الجذري؟
إنفانتينو وبتصريحاته المدروسة أعطى الانطباع أن التغيير هو لضمان تعديل منصف للمقاعد على القارات، كلام جميل لكنه يبقى مجرد كلام، فالفيفا عودتنا على أن تحصل قارتي إفريقيا وآسيا على فتات أية زيادة أما الكعكة فمعظمها للقارة العجوز، وبكل صراحة لا أتوقع أن يحصل الأفارقة والأسيويون مجتمعين على أكثر من ثلث المقاعد الستة عشر المضافة.
من جهة أخرى ستصبح البطولة بمثابة عبئ على الدول المستضيفة لأن أيام المنافسة ستطول والعبء الأمني سيزيد بسبب جماهير البلدان الستة عشر الجديدة.
أما من ناحية الفرجة فالتغيير سيؤثر لاشك سلبا على القيمة الفنية لأن كثرة المباريات ستزيد عبئا بدنيا وذهنيا ونفسيا على اللاعبين، هذا دون الإشارة إلى أن 16 منتخبا ستنتهي مشاركتهم في البطولة بعد مباراة واحدة فقط.
حقيقة ستزعج أكبر المنتخبات العالمية، فقط تخيل أن تتأهل ألمانيا أو إسبانيا أو إيطاليا أو البرازيل كبلد غير مصنف وتكون لضمان التأهل لدوري المجموعات على خوض مباراة واحدة ضد كينيا أو نيوزلندا أو جبل طارق.
هكذا تبقى الفيفا المستفيد الأول، فزيادة عدد المنتخبات المشاركة يعني ارتفاع أسعار بيع الحقوق، كما أن كلما زادت الدول المشاركة كلما زادت الشركات الراغبة في عقد صفقات إعلانية وهو ما سيدر مئات الملايين من الدولارات على صندوق الاتحاد.
دراسة مقترح إنفانتينو سيوضع على طاولة النقاش مطلع العام القادم لكن كل الدلائل تشير إلى أن المجلس الجديد للفيفا لن يغضب السيد الرئيس.

شاركه على جوجل بلس

عن عالم التقنية الاحترافي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق